الخلاصة:
يتميز التعليم الابتدائي عمّا يليه من المراحل التعليمية باختلاف أساسي ، ذلك لأنّه إذا كان الهدف في مرحلتي التعليم المتوسط والتعليم الثانوي يتوجه إلى تدعيم وترسيخ آليات النظام اللغوي العربي من خلال تعليم النصوص من جهة والانفتاح على تعليم الأدب وأجناسه والفنون المتصلة بذلك من جهة أخرى ، فإنّ الهدف من تعليم اللغة العربية في مرحلة التعليم الابتدائي هو تمكين المتعلمين الصغار من اكتساب ملكة اللغة العربية وآلياتها الأساسية ، الأمر الذي يدفع بالمختصين إلى الاهتمام في البدء بالثروة اللغوية الإفــرادية التي تشكل خلال مسارها التعليمي المدرج والمتطور الرصيد اللغوي للتلاميذ الصغار في فترة التعليم الابتدائي الممتدة ما بين الخامسة إلى الحادية عشرة من أعمارهم ، وذلك لأنّ المفردات اللغوية تؤدي دورا فعالا في تشكيل معارف الطفل وتوسيعها وبناء تصورات للواقع الذي يتوقف إدراكه له على تلك المفردات اللغوية الحسيّة منها والمجردة ، بل إنّ ذلك الواقع سيتميز من خلال نوع المفردات والمجالات المفهومية التي تتدخل في تشكيل التوجيه المعرفي والفكري للطفل ، فتتكون بعض خصائص توجهاته الفكرية والفنية والعلمية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنّ المادة الإفرادية توفـر في جزء منها الروابط المعنوية والشكلية للعبارات التي يستعملها الطفل في حياته اللغوية الأولى ، ومن ثمة تسهم في تشكيل جزء من ملكته اللغوية الأساسية .