الخلاصة:
التعليم في بلاد المغرب القديم؛ الأفريقو-روماني بعد القرن الأول الميلادي ينقسم إلى ثلاثة مراحل كبرى؛ مرحلة التعليم الابتدائي وتبدأ في سن مبكر حيث يرسل الآباء أبنائهم إلى مدرسة الفوروم التي هي عبارة عن دكان في طرف المدينة بعد تقويم سلوكهم وتربيتهم في البيت حتى الخامسة من عمرهم أو السادسة، فيجيدون الأبجديات الأولى للحساب والكتابة والقراءة وهذا يؤهلهم لخوض غمار المرحلة الثانية والتي تشترط فقط اجتياز المرحلة سابقتها والمال الكافي لدفع نفقات الغراماتيكوس، وفي هذه الفترة يتقن التلاميذ مواد دراسية عديدة أهمها الفلسفة والرياضيات والنحو ويستعمل المتعلمون مواد وأدوات مدرسية تسهل عليهم التعلم وفق مقررات وبرامج دقيقة وجادة ويتخرج من هذه المرحلة تلاميذ أكفاء قادرين على تحمل أعباء الحرف وتقلد الوظائف المحترمة بينما لا يقتنع الراغبون بهذين المرحلتين فقط خاصة من أصحاب الثراء والعائلات الغنية وممن يمتلكون حب الاطلاع والتفوق فيستقلون رواق التعليم العالي ومنهم تشكلت نخبة هامة وكثيرة من القرن الثاني إلى الخامس ميلادي أثرت بشكل واضح في المجال المتوسطي في كل العلوم والآداب واستمر صداها ووقعها إلى يومنا هذا.