الخلاصة:
الشعر الأندلسي شأنه شأن الشعر العربي دخل بلاد الأندلس بصيغته الأولى البدوية وما لبث أن أخذ صبغة جديدة باتساع التصور واختلاف المناظر والاطلاع على كثير من العلوم والآراء والميل إلى مزج الحركة العقليّة بالحركة الاجتماعيّة، فشمل كلّ مظاهر الأفكار ومرافق الحياة، والذي يقرأ الشعر الأندلسي يجده أخا للشعر المشرقي على أنّ الشعر الأندلسي يمتاز في جملته عن الشعر العربي بما فيه من المعاني المبتكرة الجميلة التي كان يعالجها الشعراء هناك من الوصف والبديع والكلام الرشيق والذوق النقي والافتنان في أساليب الخيال، ولأنّه يدل على حياتين ويرسم صورتين من أحوال العربي، هذا العقل المزدوج من البدو والحضر ظهر فيه جمال الفطرة ونضارة الحضارة، ولقد عرف الأندلسي خلال القرنيين الرابع والخامس الهجريين هذا النوع من الشعر ألا وهو الشعر القصصي في نماذج لنتاجات شعريّة جاءت في شكل إشارات اعتمدت في أغلب الأحايين على الحكاية ولو بشكل بعيد لتعبر عن رؤى تخص الشاعروما يراه وما يعيشه تجسدت في ثنايا قصائد تعددت موضوعاتها وأغراضها، وقد كان للأحداث التاريخيّة وما عادت به بالأثر الاجتماعي والنفسي النصيب الأوفر لهذا النوع وذلك تماشيا والأوضاع السياسيّة السائدة آنذاك