الخلاصة:
عبرت إحتجاجات غرداية عن شرخ عميق في المجتمع الجزائري، وبانحراف لمسار الحركات الإجتماعية الإحتجاجية، تعلق الأمر بالھوية، فتمذھب الاحتجاج في غرداية كانت له آثار سلبية على النسيج الإجتماعي للمجتمع، وحتى استقرار الجزائر، ذلك أن تلك الإحتجاجات المذھبية جسدت مشاريع فرنسا الاستعمارية في المنطقة من خلال تمزيق المجتمع الجزائري وضرب وحدته الوطنية والجغرافية، سيما وأن التغيرات الاجتماعية والسياسية الاقليمية والدولية، تتربص بالجزائر لخلخلة بناھا الاجتماعية وزعزعة استقرارھا الأمني وإضعافھا بھدف السيطرة على ثرواتھا الطبيعية. - لا يمكن مقارنة الحركات الاجتماعية الاحتجاجية في مجتمع مثل الجزائر مع المجتمعات التي عرفت الثورة الصناعية والحداثة، ذلك أن مطالب الحركات الإجتماعية الإحتجاجية بھا تختلف في مضمونھا عن مطالب مجتمع خرج لتوه من أتون ثورة تحريرية لنيل استقلاله بعد 132 سنة إحتلال.