الخلاصة:
تشكل بالجزائر منذ إحتلالها مجتمع أوربي في شكل خليطا لقوميات وأجناس أوربية مختلفة، تمكن من السيطرة الكلية على دواليب الحياة العامة بالبلاد، حيث عانى الشعب الجزائري جراء ذلك من كل مظاهر الحيف الإقتصادي والبؤس الإجتماعي، و هذا رغم تفوق الجزائريين على المستوطنين ديمغرافيا من حيث الأرقام، فشهدت قطاعات الصحة، التعليم، السكن والتشغيل، تراجعا رهيبا أثر بشكل سلبي على شروط الحياة الضرورية، فظهرت السوق السوداء وتدهورت القدرة الشرائية للجزائريين وإنتشرت الأحياء القصديرية على أطراف المدن، بعد هجرة مكثفة للجزائريين من الأرياف إلى المدن، أين تأثروا بمظاهر التحضر الجديدة عليهم، وهذا ما أكسبهم ثقافة إجتماعية واجهوا بها سياسة الإستعمار، في حين إختار البعض الآخر منهم، الهجرة إلى الخارج وخاصة نحو فرنسا بالذات للظفر بمنصب عمل، في حين شهد الكولون من جهتهم، تطورا كبيرا في مستويات المعيشية، فاق حتى ذلك المستوى بأوربا.