الخلاصة:
تهدف هذه الدراسة الى معرفة مدى العلاقة بين تغييب التربية الإسلامية و عدم الاهتمام بمادة العلوم الإسلامية في انتشار حالة الانحلال الخلقي في المدرسة الجزائرية ، و كذا فهم العلاقة بين انتشار الغش في الامتحانات و اللامعيارية القيمية للمدرسة و المجتمع الجزائري . و على هذا كان السؤال المحوري للدراسة يتمثل في ما يلي : ما هي علاقة مكانة التربية الإسلامية في المنظومة التربوية و ظهور السلوكات غير الأخلاقية في الثانويات الجزائرية خاصة الغش في الامتحانات ؟ و للإجابة عن هذا السؤال و الاسئلة الفرعية و التحقق من الفرضيات ، استخدمت الباحثة المنهج الكيفي و الكمي اللذان يسمحان باستعمال عدة تقنيات ، بحيث وظفت الباحثة الملاحظة بالمشاركة للوقوف على واقع المدرسة ، و المقابلة مع بعض الفاعلين على الساحة التربوية ( 11 مبحوث غير متجانسين ) ، كما استخدمت الاستمارة موزعة على افراد العينة بعدد (85) متعلما من مجموع (422) يمثلون مجتمع البحث للسنة الأولى ثانوي بثانوية "عبد الرحمان بنرستم" ببوزريعة الجزائر العاصمة. و من بين أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ، أن هناك علاقة بين ظاهرة الانحطاط الاخلاقي الذي وصلت إليه الثانويات الجزائرية و تغييب التربية الإسلامية و عدم الاهتمام بمادة العلوم الإسلامية في المنظومة التربوية ، كما أن هناك علاقة بين اللامعيارية التي وقعت فيها المدرسة الجزائرية و المجتمع الجزائري بانتشار الغش في الامتحانات. و خلصت هذه الدراسة الى بعض التوصيات من أهمها إعادة النظر في الاصلاحات الاخيرة التي اعتمدت على المقاربة بالكفاءات التي عززت القيم المادية و الاستهلاكية ، مما أدى الى تغير نظرة الجميع للعلم حيث أصبحت الشهادة هي الغاية المرجوة منه و الاهتمام بالامتحانات على حساب التحصيل المعرفي الحقيقي، إعادة الاعتبار للتربية الإسلامية و الاهتمام بمادة العلوم الإسلامية و بناء سياسة تربوية تتوافق و طبيعة المجتمع و شخصية الفرد الجزائري، تنسيق كافة مؤسسات المجتمع لخدمة الهدف التربوي للمدرسة.