الخلاصة:
السخرية موضوع يجسد المعاناة والألم والنقد الاجتماعي بلسان فكه يجمع بين الجدّ والهزل. كما أنَّ ما يُميّز النّصوص الأدبية الساخرة هي تلك المخالفة في التعبير التي تجعل من المعاني والمقاصد التي يريد الكاتب إيصالها ضمنية يستلزم الوصول إليها وفهمها سرعة بديهة وملكة لغوية، وهذا ما جعلنا نتساءل عن الطرق التي لابد للمترجم أن يسلكها ليحافظ أوّلا على شكل النّص الساخر وثانيا على المعاني والمقاصد التواصلية التي يحملها دون المساس بالأسلوب الفكاهي الذي يطبعه. وحتّى ينجح المترجم من فك مغاليق النص الساخر وتأويله في لغته الأصلية ثم تمثيله في اللّغة الهدف، يجب عليه أن يستفيد من النظريات اللسانية والتداولية، فالأولى تساهم في تفكيك البُنَى اللّغوية، أما الثانية فتساعده، على فهم البنية الضمنية وبالتالي يتمكّن من الوصول إلى مقاصد النّص ومعانيه الحقيقية لينقلها بعد ذلك بأمانة ودقّة.