الخلاصة:
تعرّض الإمام العقباني لسيرة خير البريّة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- بشرحه هذا، والذي يُـعَـدُّ مساهمة هامة في التاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية الشريفة، والأدب، إذ يُعتبر البحث في التراث الأدبي الإسلامي ضرورةً ملحّةً في عصرنا الحالي، باعتباره يمثّل أصلا مِنَ الأصول الرابطة لحاضر أمتنا بماضيها، ولنهضة حياتها الأدبية والفكرية. وانطلاقا مِنْ كلّ ما سبق ذكره، عقدتُ العزم على اختيار مخطوط (شرح البردة) لأبي عثمان سعيد العقبانـي التلمساني (ت811 هـ)، الغزير بالمادّة الأدبية و العلميّة. وحتى أضع القارئ الكريم في جو هذه الدراسة، فضلتُ أنْ أختصرَ له الخطة التي اعتمدتها عليها في إنجاز هذا البحث، وقد قمتُ بتقسيمه إلى قسمين: ففي القسم الأوّل ـ وهو قسم الدّراسة ـ: في الفصل الأوّل والثاني الثّاني (العصر والحياة)، اتّبعت المنهج التّحليلي الوصفي، والمنهج التّاريخي، فهناك معارف ومعلومات تاريخيّة ينبغي تحليلها وربطها بحياة صاحب البردة والشارح. وأما في الفصل الثالث: وهو دراسة القصيدة فأتّبعتُ المنهج التّوثيقي والتّحقيقي والتّحليلي. وأمافي القسم الثّاني ـ وهو قسم التّحقيق ـ: فمنهجه توثيقي تحقيقي، فقد يحتاج الأمر إلى تحليل بعض المسائل الأدبية واللغوية والبلاغية، فعمدت إلى الاستعانة بالمنهج التّحليلي.