الخلاصة:
يتمثل عنوان دراستنا في،العنف النفسي في العمل و علاقته باضطرابات الصحة العقلية العادية (TMC) لدى مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية،ولقد هدفنا من خلالالدراسة الحالية،الى الكشف عن العلاقة المحتملة بين التعرض للعنف النفسي في العمل و ظهور أعراض اضطرابات الصحة العقلية العادية المتمثلة في الاكتئاب و القلق و اضطراب الضغط ما بعد الصدمة لدى مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية.
لإجراء هذه الدراسة قمنا بصياغة الفرضيات التالية : يعاني مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية لبلدية تيزي وزوو تادميت و الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمام من مستوى مرتفع من العنف النفسي في العمل، يعاني مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية لبلدية تيزي وزو و تادميت و الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمام من مستوى مرتفع من الاكتئاب، يعاني مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية لبلدية تيزي وزو و تادميت و الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمام من مستوى مرتفع من القلق، يعاني مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية لبلدية تيزي وزو و تادميت و الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمام من مستوى مرتفع من اضطراب الضغط ما بعد الصدمة،توجد علاقة بين التعرض للعنف النفسي في العمل و ظهور أعراض الاكتئاب لدى مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية لبلدية تيزي وزو و تادميت و الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمام،توجد علاقة بين التعرض للعنف النفسي في العمل و ظهور أعراض القلق لدى مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية لبلدية تيزي وزو و تادميت و الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمام،توجد علاقة بين التعرض للعنف النفسي في العمل و ظهور أعراض اضطراب الضغط ما بعد الصدمة لدى مستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية لبلدية تيزي وزو و تادميت و الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمام.
و لقد تم إجراء الدراسة الحاليةبأربع بلديات تابعة اقليميا لولاية تيزي وزو و هي بلدية تيزي وزو و تادميتو الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمام،على عينة قوامها(420) مستخدم و مستخدمة ينتمون الى هذه البلديات،اختيروا بطريقة العينة القصدية، منهم(401) مستخدم أجابوا على مقياس العنف النفسي في العمل للباحث(leymann) بقسميه الأول الذي تضمن أسئلة مرقمة من (1 إلى 45) والسؤال المفتوح الذي يحمل رقم (6)، وكذا أسئلة مرقمة من ( 7إلى12) حسب الاقتراحات المرفقة بها، في حين أجاب(19) فرد من مجموعالعينةعلى القسم الثاني من المقياس الذي تضمن السؤال رقم(13) و(14) الذي احتوى على تعريف (leymann)للعنف النفسي في العمل، كما طبقنا على عينة الدراسة الحالية مقاييس اضطرابات الصحة العقلية العادية المتمثلة في مقياس الاكتئاب ل (Aaron Beck II,1996)، و مقياس القلق ل (William w.k Zung,1971)، و مقياس اضطراب الضغط ما بعد الصدمة ل (jean cottraux ,1996).
ولقد اعتمدنا في الدراسة الحالية على المنهج الوصفي و استخدمناأدوات لتحليل البيانات المتحصل عليها من الدراسة وهي الإحصاء الوصفي و الإحصاء الاستدلالي للتحقق من فرضيات البحث، و هذا بالاعتماد على برنامج(spss version 20).
ولقد أسفرت نتائج الدراسة الحالية على تحقق كل فرضيات الدراسة السابقة ماعدا فرضية واحدة ، مما جعلنا نستنتجتعرضمستخدمي المؤسسات العمومية الجزائرية لبلدية تيزي وزو و تادميت و الاربعاء ناث ايراثن و عين الحمامللعنف النفسي في العمل،وهذا تقريبا كل يوم من طرف المسؤولين،منذ مدة تتجاوز سنة،وهم يتعرضون لوضعيات العنف النفسي في العمل من طرف النساء أكثر من الرجال، ولازالوا يتعرضون لهذه الوضعيات إلى غاية اجراء الدراسة الحالية، مما أدى الى ظهور لديهم مستويات مرتفعة من العنف النفسي والاكتئاب و القلق في حين أظهروا مستوى متوسط من اضطراب الضغط ما بعد الصدمة، كما ثبت و جود علاقة بين التعرض للعنف النفسي في العمل و ظهور أعراض اضطرابات الصحة العقلية العادية لدى أفراد العينة والمتمثلة في الاكتئاب و القلق و اضطراب الضغط ما بعد الصدمة.
وعلى ضوء النتائج التي تحصلنا عليها من الدراسة الميدانية قمنا بصياغة جملة من الاقتراحات، تمثلت في: وجوب زيادة الاهتمام بانشغالات المستخدمينفي المؤسسات العمومية خاصة البلديات التي تتسم بكثافة العمل و تعقده، توسيع و تعميم نظام العمل بالتناوب في هذه البلديات لنجاعته في خفض مسببات القلق و التوتر لدى العاملين، تنظيم لقاءات و محاضرات و أيام دراسية داخل مؤسسات العمومية و خارجها موضوعها حول ظهرة العنف النفسي في العمل و أثرها على الصحة العقلية للعامل، زيادة الاهتمام بظاهرة العنف النفسي في العمل في الجزائر و ما ينجر عنها من أثار سلبية على الصحة العقلية للعامل و هذا من خلال السعي الى اجراء بحوث و دراسات و تقديم احصائيات تعكس واقع الظاهرة و البحث عن أسبابها و سبل الوقاية و العلاج، تفعيل دور أطباء العمل المتواجدين على مستوى المؤسسات العمومية خاصة البلديات و تكثيف جهودهم من خلال و ضع برامج متابعة السير الحسن للعمل و اعداد تقارير مفصلة حول و ضعية الصحة العقلية للعاملين و سبل الوقاية و العلاج، و جوب سعي المشرع الجزائري الى سن قواني تعاقب مرتكبي السلوكات الاحتقارية في مكان العمل و تصنيف الاضطرابات العقلية خاصة الاكتئاب و القلق و اضطراب الضغط ما بعد الصدمة، في خانة حوادث العمل أو الأمراض المهنية التي تستوجب التعويض عن الضرر الصحي.