الخلاصة:
إن لكل أمة تاريخ فيه من الفضائل و المكارم والأمجاد و فيه أرضا من الأخطاء و المزلات وهذا ماجعل المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام مجتمعا جاهليا لكن هل يبقى هذا المصطلح لاصقا به في جميع المجالات وهذا ما دفعني إلى اختيار موضوع الاقتصاد والمجتمع في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام منطقة الحجاز أنموذجا خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين وهذا من أجل التعرف على مصادر تاريخ العرب القديم واستيعاب معالم التاريخ الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي لشبه الجزيرة العربية قديما وتتبع الملامح الاقتصادية خاصة الجانب التجاري وتجارة المدن من خلال القوافل التي كانت تجوبها , وكانت لشبه الجزيرة العربية إمكانيات طبيعية وبشرية مكنتها من أن تكون لها منتوجات زراعية هامة على غرار بعض الحبوب والتمور والأعناب , إلى جانب الإنتاج الحيواني على رأسه الجمال والخيول إضافة إلى الغنام والأبقار والنحل والطيور والأسماك , ومن الجانب الصناعي برزت صناعة الأسلحة من سيوف ورماح والغزل والنسيج و المواد الغذائية غير انه موجه إلى الاستهلاك المحلي , وبحكم موقع شبه الجزيرة العربية الاستراتيجي فقد برزت بعض الكيانات السياسية و لهذا كان لها الدور البارز في النشاط التجاري داخلها وخارجها وأهمها مكة خلال القرن السادس الميلادي . ومن الجانب الاجتماعي فقد كانت القبيلة عماد المجتمع وأساس تنظيمه , إلى جانب المرأة التي كان ينظر إليها بنظرة خاصة واختلفت وضعيتها حسب الطبقة التي تنتمي إليها وقد عكس الشعر الجاهلي مكانتها حسب أحوالها . كما أن هناك عادات وتقاليد منها الايجابي ومنها السلبي كما كان معتقد العرب وثنيا وعرفوا الحج في أشهر معلومة وبالتالي فان المجتمع العربي قبل الإسلام كانت له إسهامات في الحضارة الإنسانية .