الخلاصة:
لهدف من هذه الدراسة هو الكشف عن أسرار الخطاب اللغوي العربي تداوليا، والتنقيب عن دقائقه وخصوصيته في الطرح لمختلف المسائل والاستراتيجيات التي تجعل من الخطاب خطابا يتّسم بالصّواب والبيان من الناحيتين النحوية والبلاغية، وذلك بالوقوف على قوانين الوضع والاستعمال في قانون النحويين والبلاغيين خلال الفترة الممتدة من القرن الثاني هجري إلى الخامس هجري من خلال الاستراتيجيات التالية: الاعراب والحركات الاعرابية، التقديم والتأخير، الحذف، الحجاج وأفعال الكلام، مع الحرص على بيان الأبعاد التداولية لكل استراتيجية على حدة. حيث أثبتت هذه الأخيرة الممارسة التداولية للخطاب عند النحويين والبلاغيين من خلالوجود الطابع التداولي في استقراء الأصول اللغوية الصحيحة، وفي المنهج المتّبع لوضع قواعد اللغة، وكذا من خلال الأهداف المرجو تحقيقها من هذه القواعد. فقد ثبت اهتمام النحويين بالخطاب والوضع التخاطبي والقصدية من خلال استحضار عناصر الدورة التخاطبية: مخاطِب/مخاطَب/ خطاب/ سياق/ القصد.