الخلاصة:
شكالية العلاقة بين الديني والسياسي من أهمّ المواضيع التي أرّقت الفكر البشري منذ القديم ولم يُحسم أمرها إلى اليوم، فالفكر الغربي وعلى الرغم من أنه قطع شوطاً كبيراً في محاولاته لتحديد هذه العلاقة فإنه لم يفلح في هذا الأمر. أما الساحة الفكرية العربية والإسلامية فبعد مرور أزيد من قرن على طرح هذا الموضوع والخوض فيه من قبل رواد النهضة العربية، فإنه إلى اليوم بقي أسير تلك الجدالات السطحية والعقيمة، والتي لم تستطع أن تُخلص مجتمعاتنا من الصراعات السياسية والمذهبية التي تتفاقم حدتها يوماً بعد يوم، ووصل بها المطاف إلى حد اغراق معظم الدول العربية في ويلات التخلف والانحطاط. فالامتداد التاريخي لعلاقة الديني بالسياسي يعكس عمق الإشكالية وعمق الأزمة الحضارية التي نعاني منها اليوم، وهذا ما يفرض علينا ضرورة القيام بدراسات أكثر جدية وموضوعية، وتجاوز تلك القراءات الأيديولوجية ونقلها إلى أرضية الفهم التاريخي والمعرفة العلمية.