الخلاصة:
تعدد منطلقات و الأطر المرجعية لعقلنةالفعل العمالي سواء على المستوى الفكري أو الإيديولوجي, يوجهها إطاران أساسيان, الأول مؤسس على قيم مطلقة (دينية) والثاني مؤسس على قيم وضعية و إلا أن الشرخ تعمق أكثر بعد الاستقلال, بتبني بنية جديدة ونماذج مؤسساتية لا تتماشى والتنظيم الاجتماعي للمجتمع بالجزائر عامة ومنطقة الجلفة على وجه الخصوص, فحدثت قطيعة من الناحية الإيديولوجية للمجتمع ككل.فحركة التصنيع التي عرفتها الجزائر غداة الاستقلال والتي تسعى لنقل هذا الفاعل من فلاح إلى مواطن غاب عنها مرافقة الدولة لهذا الأخير من جهة وغياب ثورة ثقافية من جهة ثانية, فإدخال هؤلاء الفاعلين في عملية مثاقفة, عبر نقله من المستوى التقليدي إلى المستوى الحداثي, وفي هذا يبين جمال غريد في دراسته حول العامل الشائع, أن ما حدث هو محاولة لحرق المراحل, إذا تصور أن الانتقال من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حداثي وعقلاني, هو محاولة إعادة تاريخ المجتمعات الغربية, ولكن بصفة سريعة وفي هذا الإطار فإن الاهتمام يرتكز على وجهتين اثنتين هما الإطار المسير والعامل المنتج, لأن المجهودات التي تبذلها هاتان المجموعتان تشكل أساس نجاح المشروع الصناعي, وشرط لا بد منه لتحويل المجتمع المحلي, أي أن التصنيع أراد أن يكون حركة تمدينيه تتمثل في إعادة تأسيس المجتمع على قواعد جديدة , وبالتالي لا يمكن التحدث عن نجاح هذه العملية لا على المستوى المادي أو الثقافي, ناهيك على أن المصنع لم يفرض نفسه كمؤسسة اجتماعية وثقافية أساسية .