الخلاصة:
سلطت الضوء في هذا البحث على إحدى حلقات التلقي التي تعبرها الترجمة وهي تلقي المترجم للعمل الأدبي الأصلي، من حيث فهمه وتفسيره له ثم إعادة إنتاجه بلغة الهدف، لأن التلقي الترجمي هو انعكاس تكوين المترجم الثقافي ونزعته الايديولوجية وموقفه الأسلوبي على الترجمة نصا ودلالة وأسلوبا. ولأن الترجمة الذاتية الأدبية هي في الأساس ترجمة أدبية، فالكاتب المترجم هو أيضا المتلقي الأول لعمله الأدبي لأنه يعيد قراءة الأصل حتى وإن لم تتعدد القراءات، وستعبر الترجمة عنده المراحل ذاتها التي تعبرها لدى مترجم آخر، ويسعى إلى ملئ الفراغات التي تركها أثناء كتابته للأصل، فهو قارئ غير عادي ومترجم متميز. وهو ما سيحاول بحثي الكشف عنه من خلال تحليل آليات التلقي في الترجمة والترجمة الذاتية في روايتي الكاتب رشيد بوجدرةLa RépudiationوL'Insolationوترجمتيهما إلى العربية: "التطليق" لصالح القرمادي و"الرعن" للكاتب نفسه.