الخلاصة:
هدفت هذه الدراسة من خلال الإشكالية المقترحة إلى محاولة تشخيصو تحليل ظاهرة التسول وتحديدمؤشراتهاوعواملها وفهم علاقة الأسباب والعوامل المؤدية إلى ممارسة التسول في المجتمع الجزائري، وانتقالها من الاحتياج إلى الاحتيال ومن السلوك العفوي إلى الممارسة الاجتماعية المنظمة، ومما لا شك فيه أنّ أنتشار التسول يعكس اختلالا في كثير من القيم التي يسعى المجتمع إلى ترسيخها في أذهان وسلوكيات أفراده والعديد من القيم الإيجابية المهمة في تماسك وتضامن المجتمع واستمراره،و توصلت إلى مجموعة من النتائج أهمها:أنّ ممارسة ظاهرة التسول في المجتمع الجزائري في زيادة مستمرة، وارتفاع مضطرد خلال السنوات الأخيرة،وكشفتالدراسة أنّ من الأسباب الرئيسة للتسول الفقر الشديد، البطالة وعدمالعمل، والظروف الأسرية، وتعاطف أفراد المجتمع معحالة المتسول، وعدم وجود رادع قوي يمنع من ممارسةالتسول، وأنّ لها العديد من الآثار السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .وتوصلتالدراسةإلىوجودعلاقةبين انخفاض الوازع الديني والضعف الأخلاقي لدى بعض أفراد المجتمع الجزائري وظاهرة التسول، كما كشفتلنا أنَّ البعد الديني لعب دورا هاما في تشكيل جوانب مختلفة ،لبروز الظاهرة واستفحالها وتبين أنَّ المتسولين يستندون إليه في ممارسة نشاطهم بشكل أساسي، وكشفتالدراسةعلى أنّأهمصفاتالممارسين للتسولهيتجانسهم،جنسيا،عمريا،ثقافيا،اجتماعياوماديا،فنجد الرجالوالنساء،الصغاروالكبار،حيثلاتوجدمعاييرثابتة، وانتهتالدراسةإلىأنَّهلابدمن القيامبدراساتسوسيولوجيةمنقبلمختصينيتمفيهاتوثيقوقائعهوحيثياتهوتحديدالسياقاتالاجتماعيةوالثقافيةالمرتبطةبهلكييتسنىوضعالعلاجاللازملها. وذلك من أجل إيجاد السبل الكفيلة والآليات الممكنة التي من شأنها الحد أو على أقل تقدير التقليل من تفاقم الظاهرة لهذا الخلل قصد معالجته بالطريقة التي تحقق الهدف المتمثل في التخفيف أو التقليل من انتشار ظاهرة التسول .