الخلاصة:
إذا كنّا نحن اليوم، نعيش في مجتمع المتحجبات و "المتحجبين" و لا يتجرأ احد منّا مناقشة هذه المسألة،فان قاسم آمين قد كتب منذ حوالي قرن ليقول:" لو أن في الشريعة الإسلامية نصوصا تقضي بالحجاب، على ما هو معروف الآن عند المسلمين،لوجب عليّ اجتناب البحث فيه و لما كتبت حرفا، يخالف تلك النصوص(...) لكننا لا نجد نصا في الشريعة يوجب الحجاب على هذه الطريقة المعهودة، و إنما هي عادة عرضت عليهم من مخالطة بعض الأمم،فاستحسنوها و أخذوا بها،ن و بالغوا فيها، و البسوها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين و الدين براء منها".
في هذا العصر الذي عاش فيه قاسم أمين، عصر الاستبداد و هيمنة الفكر الغيبي،ظهرت الأفكار الكبرى المنادية و المطالبة بفصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية و الأفكار الداعية الى السفور و الى تحرير المرأة من سلطة المجتمع الرجولي، الرجولي في أفكاره و في علاقاته الاجتماعية و حتى في سلوكاته اليومية.وهذا النوع من المجتمعات هو بطبيعته لاديمقراطي.