الخلاصة:
ترتبط الدّراسة بموضوع التلقّي ودور القارئ في بناء الحجّة؛ فهو قارئ لا يحاجج من النّص فقط؛ إنّما يقف دوره فاعلا في النّص قارئا منتجا لنصوص أخرى. لقد جرى العمل على كتاب"البخلاء" للجاحظ مدوّنةً للتّطبيق؛ حيث نلامس من خلالها حجاجيّة عملية التلقّي أداءً؛ حين يطفو منظور جديد للبخل عكس ما ألفه القارئ معجميا، والقارئ مَن يبني المعنى بنشاطه الاستدلالي.
ويخلُص البحث إلى أن نظرية التلقّي من منظورها الحجاجي في كتاب"البخلاء" للجاحظ تتعدّى بناء الحجّة إلى استيعاب العالم بكلّ متناقضاته؛ فالبدء في رحلة القراءة هو ويلات للخيبة وهي أوّل محطّة للإبداع؛ ومنها ينتصر الإنسان أمام النّص وأمام الواقع المرّ والآلام ليخرج العمل من النّص مجرّدا إلى واقع يلتحم فيه المنطق مع الجمال.