الخلاصة:
تعتبر الصفات أو المميزات غير المترية، تغيّرات تشريحية عظمية أو سنيّة ذات أصل غير مرضي، وترتبط تسمية "المميزات أو الصفات المنفصلة أو غير المترية" بالشكل الذي تأخذه هذه التغيّرات حيث يُمكن الترميز إليها بالوجود أو الغياب، وتمّ إعطاء لها بعض التسميات المختلفة وهي: المميزات شبه-المستمرة، والمميزات ما فوق الجينات، والتغيّرات المنفصلة، والمميزات غير مترية، للإشارة إلى هذه التغيرات.
وتعتبر الأسنان مصدرا قيّما ومهما للمعلومات في ميدان البيولوجيا البشرية القديمة، لاسيما فيما يخص الديموغرافيا والنمط الغذائي، والصحة وأنماط الحياة عند الشعوب، ولما توّفره من معلومات قيمة عن الظروف البيئيّة حيث تتأثر مباشرة بالمحيط الذي يعيش فيه الإنسان، وكذلك تعتمد على عنصر التحكم الوراثي القوي أي مدى علاقة شكل الأسنان بالعنصر الوراثي. وفيمايخصالبحثالأثري،فهي تعتبرمادةذاتمقاومةعالية،حيثتحفظبصفةجيدةولمدة طويلة فيالمواقعالأثرية. لذىيكتسي هذا الموضوع أهمية خاصة نظرا لقلة الدراسات الأثرية المتخصصة في علم الضراسة والأمراض السنية القديمة.
ويتمثل الموضوع في إشكاليةمحورية وهي تحديد العلاقة بين المجموعات البشرية المدروسة بتطبيق الصفات غير المترية السنية ومحاولة إيجاد استمرارية أو انقطاع للمجموعات البشرية بتطبيق هذه الصفات على أسنانها.
وترتبط هذه الاشكالية بإشكاليات ثانوية تخص بالحالة الصحية للأسنان (أي كل ما يتعلق بالحالة المرضية للمجموعات السنية لمختلف الأشخاص عبر المراحل الحضارية من ما قبل التاريخ وفجر التاريخ والقديمة والحاليةببلاد المغرب باستخراج الخصائص المورفولوجيةالأودونتولوجية التي يمكن ملاحظتها على هذه المجموعات السنية، إضافة إلى حالة حفظ هذه البقايا.