الخلاصة:
لقد تركز بحثي على الكتابات الشاهدية في بلاد المغرب الإسلامي من القرن الثاني حتى نهاية القرن العاشر الهجريين/الثامن السادس عشر الميلاديين -دراسة في الشكل والمضمون- حيث تناولتها كمظهر من مظاهر الدعاية وكوسيلة إعلامية فعالة وربطها بالمسائل التاريخية، فتعرضنا إلى قضية ضبط المصطلحات التي لها علاقة بموضوع الدراسة إضافة إلى نظرة رجال الدين في قضية بناء القبور والكتابة عليها، مع ضبط مضامين الكتابات الشاهدية عبر مختلف الأحقاب التاريخية بداية من العهد الأغالبي إلى نهاية العهد الحفصي والزياني والمريني.كما تطرق البحث إلى دراسة شكل شواهد القبور في إطارها العام، ومواد إنشائها وأساليب تنفيذ الزخرفة والكتابة عليها، وتطور الخطوط فيها. أيضا تعرّضت لدراسة العناصر البشرية والحرف والأصناف مركزا على عدد القبائل العربية بفروعها والقبائل البربرية أيضا ومختلف الجاليات (الأندلسية، الفرس...).كما تناولت فيه مناهج وطرق التدريس وأهم العلوم النقلية من فقه وعلم القراءات والحديث إضافة إلى المذاهب، وأهم الوظائف الإدارية والدينية من خلال الألقاب المنسوبة إلى صاحب القبر، بدايةً بالقضاء والحسبة والكتابة والحجابة والخطابة والإمامة والإفتاء.وكشفت أيضا لنا الدراسة دور الكتابات الشاهدية في الكشف عن مظاهر الجدال الفكري والصراع المذهبي بين مختلف التيارات الفكرية والعقائدية التي كانت موجودة بالخصوص في مدينة القيروان، مركزا على الصيغ والشعارات والآيات الدينية في مضامين نصوص الكتابات.، كما تطرقت أيضا إلى ظاهرة الزهد ونشأة التصوف وانتشاره في بلاد المغرب ، والتعريف بالنسب وركزنا على ظاهرة النسب الشريف ماهيته وشروطه وانتشاره.
ثم ختمنا هذا البحث بمناقشة الظواهر الديمغرافية والنفسية من خلال الكتابات الشاهدية، شارحًا أسباب الوفيات وتحديد أعمار المتوفيين، وبالحديث عن المرأة وألقابها وحياتها الدينية والاجتماعية والسياسية من خلال الأسماء والكنى.