الخلاصة:
تزداد نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كل سنة كبقية الأمراض المزمنة. إلا أن منظمة الصحة العالمية تعتبر مرض القلب السبب الرئيسي للوفاة على الصعيد العالمي، وهذا دليل على أن العلاج والوقاية من أمراض القلب لا يزالان مشكلة تواجه العالم، وتؤدي إلى ارتفاع أشكال العجز والإعاقة. وتزداد هذه المشكلة في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل بسبب نمط الحياة، بالإضافة إلى تدني مستوى الرعاية الصحية، ولأن الخدمات الصحية في هذه البلدان غير مجهزة للوقاية وتشخيص وعلاج أمراض القلب. والجزائر من بين الدول المتوسطة الدخل والتي تشهد ارتفاع مستمر في عدد المصابين بأمراض القلب، وتنفق مبالغ هائلة سنويا من أجل التكفل بالمرضى. لكن السياسة الصحية المنتهجة لم تحد من ارتفاع عدد المصابين ولا من عدد الوفيات مما يستدعي تكاتف الجهود للوصول إلى حلول ناجعة تجنب الفرد والدولة كارثة محتملة. وهنا يجب التركيز على الوقاية والرعاية الصحية من الدرجة الأولى التي تعتمد في الأساس على برامج التثقيف الصحي وبرامج التربية العلاجية، الأمر الذي جعل الباحثة تقترح برنامج تربية علاجية يساهم في مساعدة المختصين على التكفل بالمرضى. هذا البرنامج مقدم لفئة مرضى قصور الشريان التاجي بالتحديد على اعتبار هذا الاضطراب هو الأكثر انتشارا في قسم أمراض القلب والأوعية الدموية. فالتربية العلاجية جزء من مسار رعاية المريض هدفها جعل المريض أكثر استقلالية من خلال تسهيل التزامه بالعلاجات الموصوفة وتحسين نوعية حياته، وذلك من خلال إعداد برنامج مقترح موجه لفئة مرضى قصور الشريان التاجي من كلا الجنسين وتتراوح أعمارهم مابين 45-60 سنة تم تشخيص حالتهم مؤخرا بهدف تمكينهم من إدارة مرضهم والتعايش معه، وذلك من خلال خمس ورشات (التثقيف الصحي، تربية دوائية، تربية سلوكية، تربية غذائية وإدارة الحياة) وكل ورشة تتضمن مجموعة جلسات تتراوح مابين جلستين إلى ثلاث جلسات مع جلسة ختامية يتم من خلالها تقييم البرنامج. يقدم البرنامج فريق متعدد التخصصات (أخصائي علم نفس الصحة، صيدلي، مختص في التغذية، طبيب مختص في أمراض القلب والأوعية الدموية)، يستغرق البرنامج لتطبيقه 45 يوم، بمعدل جلسة في الأسبوع بمجموع 14 جلسة، ويستند في مرجعيته على النظرية المعرفية السلوكية.