الخلاصة:
تعتبر الممتلكات الثقافية من المنقولة و العقارية، من بين الشواهد التي تروي لنا ماضي الشعوب ، كما تعد المرآة التي تعكس مدى التطور الحضاري الذي وصلت إليه الأمم في مختلف المجالات السياسية الاقتصادية و الاجتماعية و بالتالي مهما كانت قيمتها أو طبيعتها، فهي تكشف عن مرحلة من مراحل التاريخ الذي يقتضي منا الحفاظ عليه. ومن بين هذه الممتلكات نجد المعالم و المواقع الأثرية المختلفة باختلاف الحضارات المتعاقبة على شمال إفريقيا بصفة عامة و على الجزائر بصفة خاصة، منها الحضارة الرومانية التي خلفت العديد من الشواهد المتمثلة في مختلف المستعمرات، المدن و البلدات القديمة نذكر من هذه الأخيرة بلدة مادوروس بولاية سوق أهراس التي استقطبت العديد من الباحثين و المؤرخين، كيف لا و هي مسقط رأس أول روائي في العالم "أبيلي" Apulée صاحب الرواية الشهيرة "الحمار الذهبي". وكغيرها من مستعمرات الفترة الرومانية، اكتست مادوروس صبغة لحضارة رومانية راقية بفضل معالمها المختلفة التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا كالساحة العمومية، الحمامات ، القلعة البيزنطية و المسرح... و في ظل وجود هذه المعالم و أخرى في حالة حفظ سيئة و بغية منا لرد الاعتبار للتراث الثقافي عامة و المواقع الأثرية خاصة و كذا مواصلة الأبحاث والدراسات السابقة، حفزنا كل هذا على اختيار معلم من معالم البلدة ألا و هو المسرح