الخلاصة:
كان للفقهاء المالكية المغاربة دور بارز في نشر العلوم، وتطوير الحركة العلمية في المشرق الإسلامي، وذلك عن طريق الرحلات العلمية والبعثات الرسمية أو الرحلات الشخصية، التي تعددت أسبابها فمنهم من يمم وجه قبل المشرق لطلب العلم ومنهم من اتخذها سبيلا للاسترزاق والتجارة...الخ. ولأن المذهب الحنبلي كان منتشرا بقوة في بلاد المشرق الإسلامي؛ فلابد من وجود علاقة بينه وبين المذهب المالكي الذي ذاع صيته بقوة في المغرب الإسلامي والذي سيمثله طبقة لامعة من فقهاء المغرب الذين آثروا الرحلة إلى المشرق لاستكمال الشرط الذي يرونه أساسيا في طلب العلم وهو شد الرحال لطلب العلم. أما العصر الذي سيدرس فيه هذا الموضوع فهو العصر العباسي الثاني بحكم انتشار المذاهب فيه ، وهي الفترة التي بدأ فيها ارتباط المذاهب بالأشخاص