الخلاصة:
لقد اعتبر القرن السادس عشر الميلادي قرن التحولات بالنسبة لبلاد المغرب بصفة عامة، والمغرب الأوسط (الجزائر) بصفة خاصة ، فقد شهدت البلاد في هذه الفترة ما يعرف بالتحرشات الاسبانية على السواحل ،وقد مست هذه التحرشات منطقة الغرب الجزائري التي تعرضت للحملات الاسبانية المتتالية على المرسى الكبير إلى غاية سقوطه عام 1505م ، وكذا الحملات على وهران1509م وغيرها من مدن الغرب الجزائري. ولم يتوقف الهجوم الاسباني على السواحل فقط وإنما توغلت الحملات إلى المناطق الداخلية التي كانت في تلك الفترة تحت سيطرة القبائل الكبرى وشيوخها، ونتيجة لهذا فقد نشأت علاقات بين القوى المحلية في البلاد وبين الاسبان تميزت بالمعارضة والتصدي للحملات والغزو من جهة،كما تميزت بالتحالف وعلاقات الود وتبادل المصالح من جهة اخرى، مثل قبائل بني عامر التي عرقلة سير الجيش المبعوث من المركز ( الجزائر) في العديد من المرات لنجدة الغرب وصد العدوان الاسباني على المنطقة، وكذا العديد من القبائل الأخرى ،وهذا ما سهل على القوى الاسبانية التوغل أكثر في البلاد والاستمرار في غزو اكبر قدر ممكن من المناطق،والتوسع في نشر المسيحية ...الخ.وبقاء البلاد بين مد وجزر إلى غاية ضمها نهائيا إلى الدولة الجزائرية