الخلاصة:
ليس هناك اسم يعادل اسم "شهرزاد" شهرةً، فهي التي شغلت الأدباء شرقا وغربا، فراحوا ينسجون حولها القصص والأساطير، ويُلبسونها من الأثواب ما لم يُلبسوه امرأة في تاريخ الآداب كلّها.والحقيقة أنّ الفرنسيين كانوا أوّل من تنبّه إلى هذه الشخصية الفنية العظيمة خاصة بعد ترجمة جالان لكتاب ألف ليلة وليلة ، وقد توّج ذلك بعشرات الأعمال الأدبية التي تتخذ منها موضوعا لها .
لقد كتب هنري دي رينييه مجموعة قصصية بعنوان "رحلة حب أو تربية على طريقة أهل البندقية"، موظفا فيها شخصية شهرزاد الشرقية بأسلوب غربي، ولعل ما يهمنا في مقالنا هذا هو انتقال شهرزاد الشرقية إلى الأدب الفرنسي عبر قصتين من هذه المجموعة هما: "ترمل شهرزاد" و"حوار بينهما"، إذ تهدف هذه الدراسة إلى تبيان مدى تغيير هذا الأديب لهذه الأسطورة الشرقية، بعد أن ألقى على عاتقها مهمة أكبر من مهمتها الجمالية، إذ أنه يعبر من خلالها عن مواقفه الفكرية والسياسية، لتصبح رمزا أدبيا يستطيع أن ينطقه بما يجوب في فكره من أفكار ومعتقدات ومواقف. كما كان في توظيفه لشخصية شهرزاد أبعادا مختلفة، إذ تشتمل هذه القصص على موضوعات مستمدة من التاريخ والدين والأسطورة، مشكلا بذلك مجموعة من العلاقات بين الشخصيات لتؤدي دورا جماليا وفنيا.