الخلاصة:
يعتبر النحت على الحجر من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان، فلا تخلو حضارة إلا واستعملته وهذا لأغراض عديدة كالغرض التذكاري والتخليدي والجنائزي والغرض الديني وفي بعض الأحيان يستخدم كسجل لتدوين الحياة اليومية والعادات المتبعة، لذلك تعتبر المنحوتات بكل أنواعها مصدر معلوماتي غزير يسمح للباحث عامة والأثري خاصة لتسليط الضوء على تلك الجوانب الخفية للمجتمعات القديمة.
ولعل منطقة شمال إفريقيا على غرار باقي المناطق تأثرت هي الأخرى بهذا الفن والذي عرف رواجا واستعمال كثيف في الفترة الرومانية أين اخذ أوجه عدة وأشكال متنوعة نظرا للأهمية التي شهده هذا الفن عند الرومان، والذين عملوا على تطويره وإيذاعه في مختلف المقاطعات التي احتلوها في المنطقة بما فيه مقاطعة نوميديا.
ولقد أعطت لنا مدن هذه المقاطعة ككيرتا تيمقاد ولمبيز وحتى تيديس نماذج واضحة لنوعية هذا النحت بما تزخر به هذه الأخيرة من تحف ومعالم نذرية وجنائزية تعكس جليا القيمة الفنية والجمالية التي وصل فيها هذا الفن في تلك الفترة .
ويبقى انه دراسة معمقة لكل هذه المعالم وهذا على عدة أصعدة كالمادة المستعملة والتقنيات المنفذة والديكور المعماري الذي أنجزت عليه، وكذا الرمزية والاكنوغرافية الخاصة بها، تمكننا من استخراج كامل المعلومات التي ستسمح لنا بأخذ نظرة مفصلة ودراسة معمقة للتركيبة الاجتماعية والمعتقدات الدينية وحتى الطقوس الجنائزية المزاولة في هذه المدن في تلك الفترة وهذا كله من خلال مختلف تلك النماذج المنحوتة المحفوظة داخل وخارج متاحف هذه المواقع