الخلاصة:
اللغة مرنة تستطيع استيعاب التجربة الانسانية، و هذه المرونة تتجلى في متغيراتها التي تعبر عن الحالة الوجدانية للمبدع لحظة الإبداع فيتم خرق القواعد المعيارية التي بنيت عليها اللغة و هي الثوابت التي تضمن للغة وجودها و بقاءها وفق سلسلة من القواعد في مختلف مستوياتها، و المتغيرات اللغوية تخلق التجديد و القراءة في أسلوب الشاعر عن غيره، فحفظت القواعد الثابتة لشعرهم الخلود في التراث العربي و أعطت المتغيرات الأسلوبية لإبداعاتهم سمة تجديدية لم يألفها العربي في شعره فقد استوعبت التجربة الانفعالية التي يعايشها الشنفرى انطلاقا مما عاشه من ظلم اجتماعي قاده إلى عزلة و غربة عن أهله و مجتمعه، فعبر عن رفضه لهذا المجتمع و منظومته الاجتماعية في شعره، و الذي استجابت فيه اللغة لحالته النفسية فجاءت ثابتة في بعض جزئياتها و قواعدها، متغيرة لتستوعب التجربة الانفعالية.