الخلاصة:
تعد الثورة الجزائرية من الثورات الرائدة في التاريخ المعاصر، ونموذجا رائعا من
نماذج الحروب الثورية، فقد رسمت صورة خالدة من البطوالت والتضحيات الفريدة من
نوعها في تاريخ البشر.
ومادامت الثورة في مفهومها عمل إنساني وتجربة بشرية فهي معرضة لمختلف
أشكال النزاعات واألزمات والصراعات داخلها، وهو أمر منطقي ومعقول عند النظر
ّتي اتسمت بالتسارع والتشابك والتعقيد.
إليها بمنظار ظروفها القاسية، وأحداثها ال
والثورة الجزائرية –على غرار مثيالتها- لم تشذ عن القاعدة، فقد شهدت أزمات
داخلية وصراعات بينية نتيجة التجاذبات الداخلية بين نخبها الثورية، وقساوة الحرب
الثورية، وهذا ال يجعلنا نشك في وطنية قادتها، بل يجب أن نتناول هذه المواضيع
الصعبة في سياقها التاريخي بشكل ال نشكك من خالله في نوايا طرف ومصداقية
ّ طرف آ ما عرفته الثورة طيلة سبع سنوات ونصف من استشهاد للعديد م
خر،ألن ن
قادتها واعتقال الكثير منهم سواء في الداخل أو في الخارج، أث ى سيرها، وفتح ّر عل
الباب على مصراعيه لخالفات حادة وأزمات عويصة بين المجموعات الثورية داخل
هياكل الثورة، لكن ذلك ليس كافيا لتشويه قادة الثورة كلهم أو معظمهم أو حتى
بعضهم