الخلاصة:
تهتم هذه الدراسة بموضوع التعليم الذي يعتبر من المواضيع الاجتماعية ذات المنحى الثقافي، حيث تتناول بالبحث المحطات التعليمية الكبرى بإيالة تونس وأهم نقاط التحول التي عرفها وكيف كان زعماء الإصلاح يرون أهمية تلقين التعليم العصري وكيف تمكنوا من إدخال نظام تربوي عصري إلى تونس .
وقد توصلنا من خلال دراستنا إلى أن تاريخ التعليم بالإيالة التونسية، قد مرّ في الفترة الزمنية المدروسة التي دامت حوالي قرن ونصف قرن من الزمن بمرحلتين، مرحلة التعليم التقليدي والذي كان في الميدان وحده إلى غاية ظهور التعليم الحديث في النصف الأول من القرن19م، حيث أخذ يشارك التعليم التقليدي في الساحة الثقافية والعلمية، ليأخذ محله مع مرور الوقت بشكل تدريجي. كما توصلنا أيضا توصلنا أيضا إلى أن الإصلاحات سواء منها الأحمدية أو الصادقية، في مجملها لم تمّس من جوهر التعليم التقليدي العتيق. وقد كان واضحا أن إجراءات مثل هذا النوع غير كافية لإصلاح التعليم، خاصة وأن الإيالة التونسية بدأت تتفتح على حضارة الغرب وتطوراتها. وبالتالي اتضح مدى عجز هذا النمط من التعليم وتخلفه، وتم التأكد على ضرورة مراجعته من أساسه والاستفادة من تجارب الغربيين وعلومهم، وحتمية بعث تعليم عصري .