الخلاصة:
يعد التاريخ الحضاري القديم لبلاد المغرب (تونس و الجزائر خاصة) من بين المواضيع الهامة التي لم تحظ بالاهتمام المناسب في أوساط الباحثين والمؤرخين في جامعاتنا، مما ترتب عليه نقص المراجع التي يهتدى بها لدراسة أي موضوع من مواضيع هذه الفترة، ونجد بالمقابل جل الدراسات التاريخية تنصب على دراسة التاريخ الحديث والمعاصر، غير مراعين في ذلك أن التاريخ هو سلسلة الأحداث المتتابعة التي يبدأها الإنسان مرحلة بمرحلة انطلاقا من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور اللاحقة وهو ما يعتبر نقصا في التوجيه لم تراعيه المدرسة التاريخية المغاربية الحديثة، فقدعرف شمال إفریقيا تعاقب حضارات متعددة، تشهد عليها آثارها المختلفة التي تدل على خصائصها و تقاليد شعبها، من بينها الحضارتين القرطاجية والنوميدية التان ظل تأثيرهما قائما لقرون طویلة بعد اندثارهما. إن حلول الفينيقيين ببلاد المغرب القديم، وبنائهم لمحطات تجارية في نهاية الاف الثاني قبل الميلاد على طول سواحل الضفة الجنوبية للبحر الابيض المتوسط،كان سببا في اقامة علاقات اقتصادية واجتماعية متينة بين هؤلاء الوافدين والسكان المحليين (النوميد)، بالنضر الى العدد الهائل من تلك المحطات والتي شارفت العدد 300 محطة تجارية وهو أمر يبدو من خلاله الى أن الفينيقيين والنوميديين كانوا قد تعايشوا بشكل ملائم، ممهدين الطريق لتجسيد ذلك التعايش من خلال انشاء قرطاجة 814ق.م
The ancient cultural history of the Maghreb (Tunisia and
Algeria in particular) is one of the important topics that have not
received the proper attention among researchers and historians in
our universities. This leads to a lack of references to study any
topic of this period. The study of modern and contemporary
history, not mindful that history is a series of successive events
initiated by man stage stage from prehistoric times to later times,
which is a lack of guidance was not taken into account the school
of modern Maghreb, known as North Africa The succession of
different civilizations, evidenced by the various effects that
indicate the characteristics and traditions of its people, including
Carthaginian cultures and Noumidian Tan, whose influence
existed for centuries after their destruction.