الخلاصة:
إن الترجمة فعل فكري ومعرفي وثقافي ولساني مركب ومعقد، و إن الأدب مرآة الثقافة و الشعوب والأديب ابن بيئته قبل كل شيء فحينما يكتب مثلا رواية في لغته، تكون هذه الأخيرة متشبعة بثقافته و تجاربه الشخصية التي تنعكس مباشرة في منتوجه الأدبي شكلا و مضمونا وهذا ما يمثل البعد الثقافي في النص الأدبي . وفي هذا المضمار، يدور بحثنا هذا حول ترجمة النصوص الأدبية و يتناول على وجه الخصوص كيفية نقل البعد الثقافي في ترجمة هذا النوع من النصوص حيث ترتكز حدود الدراسة حول العوامل اللغوية و الغير لغوية المحيطة بالنص كالبيئة و الزمان و التي تشكل الأبعاد الثقافية المختلفة للنص الأدبي و كيفية نقل كل هذه الأبعاد إلى اللغة الهدف من خلال ترجمة النص. و لقد اخترنا كنموذج لإتمام هذه الدراسة، ترجمة رواية سمرقند للكاتب أمين معلوف و التي قام بترجمتها إلى العربية المترجم عفيف دمشقية، و ذلك لعدة أسباب أهمها أن هذه الرواية قد صنفت ضمن روائع الأدب العالمي و أن قراءتها، نظرا لما تحتويه من شحنة ثقافية و خاصة التاريخية منها جعلتنا نتساءل هل يمكن لقارئ الرواية في لغة أخرى أن يتمتع بنفس القدر كقارئها في لغتها الأصلية و كيف يمكن نقل كل الأبعاد الثقافية المتضمنة في الرواية و التي تشكل روحها إلى اللغة الهدف عبر عملية الترجمة.