الخلاصة:
هل يمكن قراءة نيتشة قراءة نسقية ؟ سؤال لابد أن كل من قرأ نيتشة يكون قد طرحه على نفسه، فقد كان لهذا الرجل أسلوبه الخاص ، بل و منهجيته الخاصة في مقاربة مفاهيم الوجود الكبرى، و في نظرته لتاريخ الفلسفة إلى درجة يصدق معها ذلك التوصيف الشائع الذي وصف به نيتشة و نعني به : "فيلسوف الاستثناء". و ربما زاد في صدق هذا الوصف ما أكده "كامي" حين صور نيتشه بأنه فيلسوف يمارس النفي المنهجي والتدمير النظامي لما سبقه من أنساق وفلسفات. Je ne suis pas un homme, je suis de la dynamite إن هذه الميزة التي يكاد يتفرد بها نيتشة ، دفعت الكثير من الباحثين ، في فكره إلى ما يشبه التّأكيد على صعوبة -إن لم نقل استحالة - تصنيفه داخل نسق معين أو فلسفة بعينها ، و هي صعوبة تغذيها طبيعة الأسلوبالنيتشوي نفسه الذي يعتمد على التّكثيف الدلالي الملغّز (Enégmatique) مما يشجع على التأويل و مع ذلك فلقد كان في فلسفته : إسقاطات و أفكار تحيل إلى مواقف مذهبية متعددة .