الخلاصة:
إن مشكلة هذا البحث تتمحور بصورة عامة حول إشكالية الخطاب المنطقي، أو بتعبير آخر تفسير إشكالية أساسية تتعلق بازدواجية الخطاب المنطقي الذي يمكن تقسيمه إلى قسمين هما : الخطاب المنطقي الرمزي والخطاب المنطقي التأملي، ومن هنا فقد شكلت محاولة العقلاني روبير بلانشي في هذا الصدد أحد المحاولات الأساسية في دراسة طبيعة المفاهيم المنطقية والرياضية عموما، والمفاهيم المنطقية على وجه الخصوص، بل أكثر من ذلك يمكن عدها دراسة رائدة في هذا المجال، ليس بسبب قيمتها المعرفية والعلمية وإنما لعكسها لحقل الدراسة في المدرسة الفرنسية . وهي تنتهي إلى فكرة أساسية تعد نتيجة نهائية هي ضرورة وجود إلى جانب الخطاب الرمزي الذي يدرس الحسابات الرياضية خطاب آخر يدرس أفعال العقل والنشاطات التي يقوم بها وهو الخطاب التأملي هذا من حيث جهة شكل الخطاب، أما من حيث شكل العلاقة فهو يحافظ على التوازن بين المنطق العلمي والمنطق الفكري شبيهة في ذلك بالمنطق التقليدي الذي يوازن بين جانبيه الاصطناعي والاجرائي .