الخلاصة:
كتب الباحث في العلوم السياسية إريك نوفو في مقدمة كتابه "سوسيولوجيا الحركات الاجتماعية" في عام 1996 يقول:"لكن، قوّة البحوث الجارية تكمن في تعدد الميادين و الإشكالات، في البحث لفهم لماذا؟ و كيف؟ والشروط و الظروف الموضوعية للتعبئة و أيضا المعنى الذاتي للإلتزام"، من لبّ هذا التوجّه المتعدد المقاربات في دراسة الحركات الاحتجاجية انبثق اهتمامنا بظاهرة الفعل الاحتجاجي في الجزائر، التي مثلت الاستثناء الذي أثار انتباهنا منذ سنوات،فالاقتراب أكثر من ظاهرة الفعل الجماعي الاحتجاجي بالجزائر، في إطار أحداث ما سمي "بالربيع العربي"،و موجة الحركات الاحتجاجية التي تنامت وتيرتها و تنوعت أنماطها، فتحوّلت إلى إيقاع شبه يومي،عايشت البلدان العربية امتداداتها في الزمن و في الجغرافيا، هدفه التعمق في سياق إنتاج هذا الفعل الاحتجاجي، خصائص فواعله، و علاقات القوة التي ربطت مختلف الفواعل المتداخلة في ظهوره سواءا على المستوى المحلي، الفرد في مجتمعه، من ناحية ارتفاع الغضب الاجتماعي و تصاعد المطلبية، وصلات الفعل الاحتجاجي بمناخ تطور مكونات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية و أدوارها، وبالنظام القائم و نضج مؤسسات الدولة، أو على المستوى الإقليمي و الدولي بتضارب مواقف القوى الإقليمية و الدولية بين المساند والمعارض لهذه الحركات وبين الصراع الدولي من أجل التموضع و المصلحة، بالإضافة، إلى الاهتمام بالإعلام الدولي الفضائي الذي يعتبر فاعلا أثار نقاشا واسعا في الساحة العلمية حول الدور الذي لعبه في سيرورة التعبئة لدى المجتمعات العربية عموما و في الجزائر خصوصا.