الخلاصة:
لقد أدت القفزات العلمية إلى تغير النظرة إلى الإنسان ، من ذلك الكائن المقدس إلى مجرد ظاهرة ، مثله مثل باقي الظواهر الطبيعية الأخرى ، بعد القلب الجغرافي الذي أحدثه كوبرنيكوس، والقلب الأنثروبولوجي الدارويني، وأما القلب الثالث الذي نحن بصدده فهو انتهاك التقنية الحيوية الحدود بين الطبيعة الداخلية والخارجية للإنسان ،وفي هذا المجال يبرز يورغين هابرماس J.Habermas(1929...) الذي ومن خلال فلسفته التواصلية النقدية حاول إعادة الاعتبار للنقاش الفلسفي وللفلسفة، مبرزا أن أهميتها اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأنها تهتم بالمستقبل فالفلسفة التواصلية في دراستها لأسباب الوجود الإنساني تخضع الأدوات والتقنيات والمخترعات ، كما التصورات والأفكار والمواقف لسلطة العقل النقدية ، ومن ثم إن جديتها تكمن في نقد التصورات المعروضة ، سواء كان النقد موجها إلى النزعة الثقافية الأنتروبولوجية باسم الأصالة والحفاظ على القيم الموروثة ، أو نقد القيم الموروثة عندما تتحول هذه الأخيرة وبالرغم منها إلى سلطة تقي النظام الإجتماعي و السياسي معول النقد والإصلاح .