الخلاصة:
تهدف هذه الدراسة إلى رصد المقولات الأولية المكونة لمفهوم الديمقراطية والكشف عن الدلالة التي اكسبها إياه ألكسيس دي توكفيل ،و من خلال الغوص في عمق هذه المتون تبن لنا أن الجديد الذي استحضره توكفيل هو إخراجهلمفهوم الديمقراطية من الموروث الفلسفي الكلاسيكي التجريدي الذي يحصر الديمقراطية في بعدها السياسي ليمنح لها دلالات متعددة متداخلة تدور حول فكرة مركزية ألا وهي المساواة في الشروط باعتبارها النابض الأولي الذي اتخذته العناية الإلهية لتقويض التراتبية الاجتماعية للنظام القديم وفرض الديمقراطية على العالم الحديث كواقع اجتماعي في المقام الأول ،وفي وسط هذه الحالة الاجتماعية امتدت المساواة إلى العلاقات الاجتماعية فتشكل الفرد الجديد أو الإنسان الديمقراطي بمشاعر وعواطف وميول وأفكار جديدة ،و بناءًعلى هذه الذهنية المستحدثة من قبل المساواة تشكلت الحياة السياسية وفقا للمعتقد الديمقراطي الأزلي المتمثل في سيادة الشعب.