الخلاصة:
إن موضوع الدلالة اللغوية هو بحث عن المعنى في بنية اللغة، وله من الأهمية عند اللغويين ما للغة درسا وتحليلا لما لهما من ارتباط تواصلي بين أفراد المجتمع، فغاية اللغة التعبير عن الأغراض، ولا يتم ذلك إلا بتحقيق إفادة الكلام، لذلك يلزم على الباحث في آليات تشكل المعنى اللغوي تقصي العناصر المسهمة في ذلك عبر المستويات اللغوية فرعا فرعا. ولأن اللغة بنية تتكون من أنظمة متعددة فإن لكل نظام قواعد وأطر لغوية تحكمه فيسهم بدوره في تحديد المعنى العام للخطاب؛ وأولى جوانب دراسة اللغة المستوى الصوتي الذي يشمل ظواهر صوتية متعددة بدءا من جهاز النطق ومخارج الأصوات وصفاتها، ثم ما تؤديه هذه الأصوات مفردة كانت أو مركبة من توجيه للمعنى لتحديد الدلالة الصوتية، أما الجانب الصرفي فيقوم بدوره بتوجيه المعنى وتشكيل دلالة الألفاظ انطلاقا من هيئاتها وما يعتري بنيتها من تغيرات لغوية لتحديد الدلالة الصرفية، أما الجانب النحوي فيدرس الجملة بناء على تضام مفردات اللغة لتوخي معاني النحو وما يمليه قانون الإعراب، فتؤدي بذلك المفردات وظائفها النحوية لتزيد الكلام تتمة والمعنى أكثر إفادة. أما الجانب الدلالي فهو غاية هاته المستويات ونتاج تفاعلها وتحقيقه من تحقيق دلالاتها اللغوية.