الخلاصة:
يندرج موضوع هذا البحث في إطار وضع تراثنا الأدبي على محك المناهج الغربية المعاصرة ، لمعرفة مدى صلاحيتها وفاعليتها في الكشف عن أسرار ومكنونات هذا الإرث العظيم ، حيث تقوم إشكاليته على بحث التجربة النقدية عند إدريس بلمليح ، خاصة تلك التي وظف فيها المناهج النقدية المعاصرة لقراءة التراث الأدبي العربي ، من خلال دراستيه الهامتين (الرؤية البيانية عند الجاحظ) التي توسل فيها المنهج البنيوي التكويني للكشف عن رؤية العالم عند الجاحظ و(المختارات الشعرية وأجهزة تلقيها عند العرب من خلال المفضليات وحماسة أبي تمام) ، والتي توسل فيها نظرية التلقي للكشف عن طريقة تلقي التراث الشعري الجاهلي . هذا ناهيك عن أعماله الأخرى وبعض الدراسات التي أُنجزت حولها ، والتي استأنست بها لفهم تجربته النقدية ، ومدى أهميتها في استكناه الآثار الأدبية والنقدية التي تناولها بالدراسة والبحث ، من خلال توسله المناهج النقدية المعاصرة ، ثم الوقوف على مدى تطبيق إدريس بلمليح لهذه المــناهج الغربية بحذافيرها ، أم أنه قام بتحويرها وتكييفها وفق ما تقتضيه دراسة النص العربي ، وهو ما يسمح بتقييم مدى أهمية ودقة النتائج التي توصل إليها .