الخلاصة:
يعتبر الاعلان عن تشخيص مرض مزمن أو خطير من أقسى وأصعب اللحظات التي يمكن أن يمر عليها الانسان طيلة حياته، وهذا راجع إلى شعور الفرد بأنه قد فقد أغلى ما عنده وهي الصحة، وبالتالي ظهور كل الأفكار والتصورات والانفعالات والأحاسيس السلبية مثل قلق الموت، قلق العجز وعدم القدرة على مزاولة العمل، فقدان الحرية التي تتطلبها الحياة الطبيعية وفقدان القدرة على قضاء الحاجات اليومية واعتناء الفرد بنفسه... ولهذا فلقد أولى المختصون (خاصة في ميدان الطب وعلم نفس الصحة) أهمية بالغة لهذه المرحلة، وبحثوا عن أفضل الطرق والسبل الملائمة لإعلام المريض بخبر إصابته بمرض مزمن أو خطير، وهذا منذ ظهور البوادر والأعراض الأولى للمرض إلى غاية تشخيصه وإعداد التكفل العلاجي الملائم، وهذا من أجل الخروج بأقل قدر ممكن من الأضرار النفسية والصحية والوصول في الأخير إلى تقبل الفرد لمرضه ودمجه في حياته، وكذلك مساعدة المريض ومرافقته لتحقيق أفضل ملائمة علاجية ممكنة. نسعى من خلال هذا المقال إلى تقديم مراحل وسيرورة عملية التشخيص وإبراز أهمية كل مرحلة والخطوات الواجب اتباعها، وهذا ليس في لحظة إعلام المريض بمرضه فقط، بل كذلك قبل وبعد هذا الاعلان