الخلاصة:
بين يدينا بحث لنيل شهادة الماجستير في الفلسفة،وتتضمن دراسة تحليلية لموقف "مالك بن نبي" من النهضة الحضارية،والدور المؤثر الذي تلعبه الفكرة الدينية كمحفز ودافع حيوي لهذه النهضة،وكضامن لاستمرارها.إن الفكرة الدينية تلعب دور المسوغ لكل عمل حضاري،فهي تلج إلى أعماق النفس فتغيرها،وتعمل على تأسيس شبكة علاقات اجتماعية متينة،وأسلوب حياة اجتماعية منسجم.أي أنها تؤسس لفرد فعال و لمجتمع تحكمه ثقافة حضارة،يتم فيه توجيه عالم الأشخاص،وعالم الأفكار،وعالم الأشياء الوجهة المناسبة،أي توجيه العنصر الأخلاقي،والعنصر الجمالي،والمنطق العملي،والتقنية،وهي التي تمثل عناصر الثقافة،وفق الهدف المشترك الذي يتوافق مع الإيديولوجيا الاجتماعية التي تصنعها الفكرة الدينية الخلاقة،دون أن ننسئ أيضا توجيه السياسة،فالدولة هي التي تقوم بشحن الجماهير لتحقيق الأهداف المشتركة. إن دور الفكرة الدينية لا يقتصر على الدفعة الحضارية،بل يتعداه على البناء الحضاري،والحفاظ على الرصيد الحضاري،بما تمثله من مركب. وعلى هذا فغن التخلف الحضاري معناه غياب الفكرة الدينية، وأفول الروح،ولهذا فإن أي نهضة جديدة بحاجة إلى دفعة جديدة،هذه الدفعة حتى تؤثر في النفوس لابد ان تكون من طبيعة روحية ميتافيزيقية.