الخلاصة:
يتناول البحث موضوع الفضاء وتجلياته في شعر بني مزاب، متخذا من المتن الشعري الخاص بهم منطلقا أساسيا، لِـمَا يكتنزه من حمولة. إذ يمكن اعتبار "الفضاء" لدى شعراء بني مزاب نواة خلفية تحيل إلى الأرض والوطن والإنسان. وهذا ما يلزمنا كباحثين أن نعمل على إرساء وضبط المصطلح المفتاحي، وتتبُّع دلالاته. ثم الانتقال إلى استكشاف فضاء بني مزاب وإظهار أبعاده. فهو لم يعد يقتصر مصطلح على كونه مجرد إطار جغرافي هندسي فحسب، بل أصبح يحمل أبعادا أعمق وأشمل. ثم إلى مستوى بنية الفضاء وحضور أنماطه في المدونات الشعرية فهي تتمظهر على مستوى الفضاءات الجغرافية؛ والحضرية والاجتماعية، والفضاءات الخفية التي تستقصي عوالم الأحلام والتأملات، والفضاءات النصية الطباعية.
والنسيج النصي لقصائدهم إنما ينبئ عن فنية في تشكيل الفضاء. فاختيار شعراء بني مزاب للغة شعرية معينة إنما ينم عن إدراكهم لقدرتها في الإفصاح عن مزاجهم الداخلي. فبذلك يتأسس الفضاء لديهم وفق إحداثيات تحددها لغة النص، ما يصنع الاختلاف بين كل شاعر وآخر في تعاطيه مع الفضاء من حوله.