الخلاصة:
كثيرٌ منَّا عند سماعه لأسم غاستون باشلارBachelard Gaston (1884-1962) يتبادر إلى ذهنه ذلك العالم الذي ولد من رحم فكرهِ العلم الجديد، وهو صاحب القطائع الإبستيمولوجية، ذو الإسهامات العديدة في تطوير العلم، ولكي يتطور العلم لابد له من أن يتخلص من الأخطاء الموروثة من التفكير القديم، ولكن الجانب الذي يُتغافل عنه في التفكير الباشلاري هو ذلك الجانب الفني، الجانب الذي صبغ المرحلة الثانية من حياة باشلار. كانت هذه المرحلة بمثابة ثورة تحررية من تلك الصرامة العلمية، ابتعد عن المخابر وأبحاثها ليخترق تلك الحمى الجمالية ويحطم تلك التخوم التي أقيمت بين العلم والفلسفة خاصة فلسفة الفن، و نجده في الجزء الثاني من حياته يخترق المجالات الأدبية والفنية وخاصة التخيل الشاعري، حيث أخذت فلسفة الفن من تفكيره حظ وافر لتصبح الدراسات الجمالية الموضوع الرئيس عند باشلار وخاصة التخيل الشعري، فبعد تلك الصرامة الرياضية والفيزيائية لنجد تلك اللامسات الشاعرية والنفحات الجمالية في الأعوام الأخيرة من حياته، في هذه المرحلة أصبح يسعى إلى دراسة فلسفية شاملة للإبداع الشعري، فاستسلم لذلك الدافع الذي يدفع به إلى الاستغراق في الدراسات الشاعرية.