الخلاصة:
هذه الرسالة هي نقد وتحليل لترجمة الدكتور مالك عبيد أبو شهيوة والدكتور محمود محمد خلف إلى العربية لكتـاب "صـدام الحضـارات وإعـادة بنـاء النظـام العـالمي" الصادرة سنة 1999. شكل الكتـاب الذي ألفه باللغة الإنجليزية صموئيـل هنتنغتـون وصدر عام 1996 حدثا بارزا في الأوساط الأكاديمية والثقافية والسياسية. إذ وضع صيغة تفسيرية للصراع العالمي في القرن الواحد والعشرين قائمة على العامل الحضاري والثقافي مما أثار ردود أفعال متفاوتة بين مِؤيد ومعارض وترجم إلى 39 لغة.
تسعى هذه الرسالة إلى تفحص سلوكيات واستراتيجيات المترجمين ومعاينة مدى نجاحهما في الاضطلاع بمهمة تحسيس وتبليغ القارئ العربي التي التزما بها. ولتحقيق هذه الغاية تركز الرسالة على كيفية تعاملهما مع جوانب الحضارة والثقافة المتمثلة في المصطلحات والرموز والمعالم مع التطرق إلى الكفاءة اللغوية والتعبيرية للمترجمين وعوامل أخرى مؤثرة.
تم الاعتماد على المنهج التحليلي والمنهج المقارن. كما تم استخدام في عملية النقد نظريتين. نظرية بيار بورديو التي طبقت حديثا في علم الترجمة و لأول مرة على مدونة عربية. اُستعين بهذه النظرية في الدراسة السيسيولوجية للمدونتين لاسيما المدونة الإنجليزية، وفق أربعة مفاهيم محددة: الرأسمال الرمزي، الحقل، الملكة والمحفز. استعملت نظرية أنطوان برمان، لاسيما الطرح الوارد في إنتاجه الصادر بعد وفاته تحت عنوان " من أجل نقد للترجمات: جون دون"، في الدراسة النقدية للترجمة العربية.
توصلت هذه الدراسة إلى أن المترجمين أفلحا إلى حد بعيد في بلوغ هدفهما المتمثل في توعية المواطن العربي بالآخر وتحسيسه بتداعيات أطروحة صموئيـل هنتنغتـون. غير أن افتقارهما للمنظور السيسيولوجي جعلهما يخفقان في ترجمة كثيرا من المصطلحات التي استحدثها منظرو صدام الحضارات والنظام العالمي الجديد.