الخلاصة:
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن التدين وأساليب التعامل لدى الشباب الراشدين ذوي اضطراب الشخصية الحديّة، ولأجل ذلك اعتمدنا على المنهج العيادي، في إطاره استخدمنا المقابلة العيادية نصف الموجهة، الاستبيان التشخيصي لاضطرابات الشخصية (PDQ-4+)، المقياس المختصر لأساليب التعامل(Brief COPE)، ومقياس التديّن من إعداد الباحثة على مجموعة من الشباب الراشدين ذوي اضطراب الشخصية الحدية، مقدمين على الفعل العدواني(تناول المواد النفسية، محاولات الانتحار والتشويه الذاتي للجسد). ولقد أسفرت هذه الدراسة على أن هؤلاء الشباب الراشدين ذوي اضطراب الشخصية الحدية يعانون من هشاشة التدين، الذي اتضح من خلال انخفاض مستوى التدين واختلاله في أبعاده المعرفية، العاطفية والسلوكية، لجوئهم إلى استخدام أساليب تعامل تجنبية في الوضعيات الضاغطة، وأن ضعف التدين ارتبط لديهم بأساليب تعامل تجنبية، فنقص البعد العاطفي للتدين ترتب عنه استخدام أساليب تعامل غير وظيفية لا تستند إلى التفكير.
كما تؤكد هذه الدراسة على أهمية التدين في تطوير العقلنة، وفي تدعيم اختيارات الفرد لأساليب تعامل فعالة موجهة نحو المواجهة النشطة للوضعيات الضاغطة وحل المشكلات، بدلاً من أساليب تعامل مرتكزة على التجنب وتكثيف الانفعالات السلبية التي تنتهي بالفرد للمرور إلى الفعل العدواني. كما تؤكد هذه الدراسة على مدى أهمية التدين "السوي أو المعتدل" في تحقيق الصحة النفسية للأفراد، وفي الحد من المسالك غير السوية كالانحراف وحتى الجريمة.