الخلاصة:
تدور مشكلة البحث حول طبيعة الفن ووظيفته عند الفيلسوف الإسباني الأمريكي جورج سانتيانا George Santayana، والتي نحاول فيها الإجابة عن تلك الإشكالية التي طرحت في العصر المعاصر خلال القرن 19م حول الغاية من الفن، فقدم هذا الفيلسوف إجابته كغيره أين سطر مخططا لنظرية في الجمال ذات طابع سايكولوجي، محددا في ذلك طبيعة الجمال ومفهومه، مقاييسه، مصدره والفرق بين اللذة الجمالية وغيرها من اللذات وهو ما بيناه في مباحث هذه الدراسة متتبعين في ذلك مفهوم الجمال عبر العصور قصد رصد الطابع الفلسفي والبنية التحتية لجمالية سانتيانا. ثم حاولنا تبيين دور الفن في الحياة والطبيعة مادام أن الفن مظهر من مظاهر الحياة الإنسانية فوجدنا أنه يساهم في التقدم البشري حسب سانتيانا، ويعمل على خلق الانسجام بين الفرد وبيئته، وفي نفس الصدد تطرقنا الى ابراز وظيفة الفن للحدين الأساسيين في العملية الفنية وهما المبدع والمتلقي، فالبنسبةللفنان المبدع يعمل على إثراء التجارب الباطنية وترجمتها الى غيره وتحقيق حريته من خلال ممارسته الحرة لأعماله والتحرر من ضغوط الطبيعة والحياة، أما بالنسبة للمتذوق فيرى سانتيانا ان له وظيفة أخلاقية إذ تفرض الأخلاق رقابة صارمة على الأعمال الفنية كون هذه الأخيرة تخاطب عواطف المتذوق قبل عقله. وفي الأخير ختمنا هذا البحث بمجمل النتائج المتوصل إليها إذ يعتبر جورج سانتيانا من الرافضين لفكرة الفن للفن، وامتزجت جماليته ببصمات يونانية إذ الجمال بقي عنده كما كان عند اليونان على الرغم من انه فيلسوف معاصر والتي على اثرها لقب بأفلاطون الحديث، وسانتيانا كغيره ترك أثرا على الفكر اللاحق خاصة الفيلسوف الأمريكي رالف بيري الذي جعل من نصوص سانتيانا مرجعا رئيسيا له أثناء تأسيس نظريته الجمالية.