Résumé:
تناولت دراستنا تأثير الوضع الإقتصادي والإجتماعي والصحي (المتمثّل بجائحة كورونا) على إرتفاع معدلات الإكتئاب لدى المواطن اللبناني ودور"مرونة الأنا" في الوقاية من الأفكار السوداوية والإنتحار. هذه المتغيرات تدخل في صلب النظريات النفسية والنفس إجتماعية والتي شكلّت منطلقاً لدراستنا. تحتوي الدراسة على جانبين أساسيين: الجانب النظري ويتضمن عرضاً لمنهجية البحث بالإضافة الى المنطلقات النظرية وأبرز النظريات التي تناولت المفاهيم الأساسية وهي الإكتئاب والإنتحار ومرونة الأنا. والجانب الميداني الذي سعينا من خلاله إلى التحقّق من صحة الفرضيات.إذاً تُعتبر دراستنا دراسة كمية ونوعية في آن واحد من خلال جمع المعطيات النوعية بالإضافة الى المعطيات الإحصائية الكمية التي تم جمعها من المجتمع الإحصائي الذي شمل المناطق اللبنانية كافة والتي تضم خلفيات ثقافية وإقتصادية وإجتماعية متنوعة. اعتمدنا في الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم بوصف الظاهرة ثم تحليل العلاقة بين المتغيرات. كما اعتمدنا العينة المُتاحة التي تتناول كل متغيرات الدراسة وتضم 445 مستجوب من الذكور والإناث من كافة المستويات. وتضمنت تقنية الإستمارة ثلاثة مقاييس نفسية هي مقياس بيك للإنتحار ومقياس الإكتئاب ومقياس المرونة النفسية، حيث قمنا باختبار المقاييس على عينة تجريبية وبعد التأكد من صدقها وثباتها قمنا بتعميم الإستمارة. وبعد جمع المعطيات الميدانية تمّ تحليلها عبر العمليات الإحصائيّة المناسبة التي ساعدتنا في تحديد وجود علاقة بين المتغيّرات المستقلة وهي: العمر-النوع الإجتماعي(الجنس) –التعليم-العمل-الوضع المادي-الحالة الإجتماعية. والمتغيرات التابعة وهي الإكتئاب والأفكار السوداوية. أمّا متغير المرونة النفسية فكان متغيراً وسيطاً في دراستنا لأنه يتأثر بالإكتئاب ويؤثر في الأفكارالسوداوية. إنّ أبرز ما توصلت اليه الدراسة هوارتفاع مستوى الإكتئاب لدى المواطن اللبناني حيث تبيّن أنّ 79.3% من العينة لديهم اكتئاب وسط وقوي وهذا مؤشر خطر على مستوى الصحة النفسية. وأنّ هناك علاقة عكسية بين مقياس المرونة النفسية ومقياس الإكتئاب فكلما ارتفع معدل الإكتئاب انخفضت المرونة النفسية وزادت بالتالي الميول الإنتحارية