الخلاصة:
تعد مسألة الحق مسألة فلسفية بامتياز بحكم تداخلها وارتباطها الوثيق بوجود الانسان ، دعا من خلالها جاك دريدا إلى تجاوز أسس المتافيزيقيا الغربية المتعالية والمطلقة ، والتي سعى من خلالها أيضا إلى تقويض البناء الغير متجانسة لهذا الفكر الغربي ، وكشف التناقضات الموجودة فيه ، مع تبيان الأبعاد والقيم الفكرية المغيبة والمستترة في مختلف الخطابات ، خاص وأن كتابات دريدا ارتبطت بالبحث عن المهمش والمسكوت عنه وهذا ما يفسر اهتمامه بمسألة الحق ، ثم إن الحديث عن فلسفته لا يستقيم دون الرجوع إلى مسألة الحق ، وإذا كان هذا المفهوم يشير إلى ا، كل ذي حق إلا وله الحق في أخذ ما هو حق له . فإن دريدا حاول من خلال هذا المفهوم مسائلة جميع المفاهيم المتعلقة به من خلال الدعوة إلى التحرر من الانغلاق الفكري الذي يحكم حياتنا الفكرية والذي فرضته علينا الميتافيزيقا الغربية وتغيير نظرتنا إلى هذا التراث انطلاقا من وجهة نظر مغمومة بتغيير المجتمعات على نحو عميق وجذري .