الخلاصة:
شهدت البشرية عدة حضارات خلفت شواهد وبصمات شاهدة على ذلك وهذا ابتداء من عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت أغلب الحضارات القديمة تقام في أماكن تتوفر فيها شروط التأقلم وكل الإمكانيات من أجل الازدهار خاصة المواد الطبيعية وملائمة المناخ أي توفر عنصر الماء، الأرض والمناخ، لذا كانت منطقة شمال إفريقيا على غرار باقي مناطق العالم عرضة لاهتمام الكثيرين، حيث عرفت تعاقب أكبر الحضارات كالفينيقية، الرومانية، الوندالية والبيزنطية...الخ.
ويندرج بحثي هذا ضمن البحوث التي تعتمد على المخلفات الأثرية خاصة تلك المعالم والمباني الموجودة أو المنتشرة في الجهة الشمالية الشرقية لموريطانيا القيصرية، ومحاولة تحليلها خاصة من الناحية المعمارية وإبراز دورها والعلاقة بين هذه المواقع الساحلية منها والداخلية.
فاختياري لهذا الموضوع لم يكن صدفة، إنما بسبب نقص الأبحاث و الدراسات المعمقة لهذه المنطقة خاصة تلك المتعلقة بالتاريخ القديم، ورغبة مني في معرفة نوايا الرومان من وراء إقامة و إنشاء معالم، طرق و منشآت في مثل هذه المنطقة الجبلية الوعرة، و معرفة الهدف الرئيسي من وراء اهتمامهم بها، فمن كل هذا تظهر إشكالية هذه الدراسة و أهم التساؤلات التي تطرح حول معرفة دور و وظيفة المعالم الأثرية المنتشرة في هذه المنطقة، تقنية و مواد بنائها، حالة حفظها، و كل هذا لإحصاء و جرد هذه المعالم و محالة إبراز العلاقة الموجودة بينها من حيث معرفة الهيئة المعمارية و توزيعها، مع التطرق إلى دور شبكة الطرقات في مختلف الميادين.