الخلاصة:
بما أننا لا نتواصل وظيفيا إلا بوساطة النصوص، فإن ذلك يستدعي تضافر آليات إجرائيّة عديدة بغية تمكين الترجمة من تحقيق الغاية التي أنجز لأجلها النص، وكأنه كتب في لغة الهدف، وللوصول إلى هذا المرمى يصير لزاما على المترجم فهم بنيّاته والوعي بطرائق اشتغالها، وذلك انطلاقا من كون عملية النقل لهذا النص ليست مجرد عملية مرامزة، تتم على مستوى الكلمات والبنيات اللسانية، من لغة مصدر إلى لغة هدف. فخصوصية هذا النص من حيث الحمولة المعرفية التي يحوّلها والمتسمة بطابعها التجريدي، والجهاز المصطلحي الواصف، والمساحة المفهومية التي يغطيها، واختلاف طرائق اللغات في تقطيع التجربة الإنسانية، وتباين السياقات المؤطرة للنصوص، مضافا إلى كل ذلك القيود اللسانية التي تفرض منطقها على المترجم. ولأجل مقاربة هذه الإشكالية ارتأينا أن تتجه هذه الورقة إلى التركيز على المباحث المشار إليها أدناه: 1- مفهوم النص المتخصص وخصائصه وسماته. 2- آليات التعامل مع النص المتخصص ترجميا: أ- المترجم. ب- اللغة المصدر. ج- اللغة الهدف. د- الحمولة المعرفية. ج- السياق الترجمي. Since we only communicate functionally through texts, then the translation of these texts requires the combination of many procedural mechanisms in order to enable it to achieve the goal for which it was made for, as if written in the targeted language, and to reach this goal it becomes mandatory for the translator to understand its structures and be aware of its methods of operations, this is based on the fact that The transfer of these texts is not merely a codification at the level of linguistic system from a source language to a target language, but there is also. The specificity of these texts in terms of the cognitive load it conveys, its abstract nature, its meta-language, the different ways of language in cutting the human experience, the varying contexts of the texts, and the linguistic constraints that impose its logic on the translator.