الخلاصة:
منذ زمن بعيد أشار الفلاسفة والباحثين للعلاقة السببية بين العوامل النفسية ومرض السرطان، وباتت العلاقة نفس جسد تطرح نفسها بشكل كبير لدى العاملين في المجال الطبي والنفسي اللذين كان لهم رأيا واضحا حول العوامل النفسية من قلق، ضغط، أحداث الحياة، اكتئاب، تكتم، بروفيل الشخصية... كعوامل خطر هامة لتكوين الأمراض السرطانية خاصة وإن تفاعلت هذه المحددات مع عوامل خطر أخرى كالتدخين، والتأثيرات الوراثية...إلخ و بأنها لا تساهم في التهيئة لانتشار السرطان فقط وإنما تصاحب ظهوره وتطوره. وعلى طرف النقيض يرى باحثين آخرين بعدم تدخل العوامل النفسية في ظهور السرطانات؛ كما سعوا لإبراز ذلك من خلال التمحيص في الأدبيات والدراسات التي سعت لإثبات العلاقة بين العوامل النفسية وظهور الإصابات السرطانية بتحليل الطريقة المنهجية المتبعة في إجراءات هذه الدراسات وتمييز ما يمكن الأخذ به وما لا يمكن اعتماده لأجل إظهار هاته العلاقة. وبين شد وجذب لآراء الباحثين حول تأثير العوامل السيكولوجية في ظهور السرطان، وبين مؤيد ورافض لها، سنسعى في هذه الورقة لطرح البعض من هذه الدراسات والآراء التي اهتمت بهذه العلاقة. وعلى العموم وإن تم التسليم بالفرضية القائلة بعدم تدخل العامل النفسي في نشوء المرض، إلا أن لا يمكن إنكار دوره الذي لا يستهان به قبل تشخيص السرطان ولكن أيضا في كل مرحلة من مراحل تطور المرض: قبل تشخيصه، في أثناء إخبار المريض بتشخيص مرضه، أثناء مرحلة العلاج، مرحلة تراجع المرض وحتى عند انتكاس الحالة المرضية.