الخلاصة:
نّ الجدير بالذكر، عند الحديث عن علم النفس القلبي، هو ظهور وتطوّر علم نفس الصحّة. ولعلّ واحدة من أهمّ مميّزات علم نفس الصحّة وتفوّقه، تكمن في قدراته الوقائية؛ إنّه بتحديده للشخصية ولعلائمها ولسلوك الشخص، يستطيع أن يحدّد احتمالات إصابة الشخص بالمرض قبل ظهور العلائم الجسدية لهذا المرض. وهذا التنبّؤ هو أهمّ سبل مقاومة المرض لأنّه بمنزلة الوقاية المبكّرة. ولقد توصّل الباحثون إلى رسم عدّة أنماط سلوكية هي بمنزلة قوالب تصرّفات مشتركة بين المرضى الذين يعانون من مرض مشترك وتعطي صورة شمولية عن نوعية الانفعالات المؤدّية إلى المرض. ومن بين هذه الأنماط السلوكية نذكر تلك التي تخصّ: الذبحة والأمراض الانسدادية، القرحة، ارتفاع الضغط، السكّري، الإيدز، السلّ، الاضطرابات الغددية، والسرطان...الخ. والسؤال هنا: كيف يتأتّى للانفعالات القاسية أن تؤثّر على قلب الإنسان، فتوقفه عن النبضان؟ الجواب على ذلك هو أنّ أغلب ضحايا الموت المفاجئ جرّاء عطل القلب خاصّة الصمّام الأبهر، هم أناس يعانون، مثلا، من أمراض خطيرة مثل تخثّر الدم، وتجلّط الدم؛ وهنا يكون الضغط النفسي، في الواقع، عاملا معجّلا في ازدياد الحالات المرضية سوءا. وفي هذه المداخلة نستعرض بعض أهمّ النماذج النظرية التي توضّح آليات الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، ثمّ نقدّم قراءة تقييمية موجزة عن أهمّ وجوه القوّة والقصور في تلك النماذج، والتي نقتصر فيها تحديدا على النماذج التالية: 1. نموذج التحكّم عند "غلاس" Control Model from Glass)) 2. النموذج التفاعلي عند "سميث" و"أندرسون" (Transactional Model from Smith & Anderson) 3. النموذج التكاملي عند "كونترادا" (Integrative model from Contrada) 4. نمط الشخصية "د" (Type Personality D) 5. نموذج ردّ الفعل النفسي الفسيولوجي (Psychophysiological reactivity model) 6. نموذج التهيّؤ النفسي الاجتماعي (Psychosocial Vulnerability Model) 7. النموذج التفاعلي للضغط النفسي (Transactional model of stress) 8. نموذج السلوك الصحّي (Health behavior model)